إصدارات جديدة للاستاذ ” عبد الجليل معروف ” الجزء الثاني والثالث والرابع .
وما تزال الرحلة العلمية متواصلة في دروب التكوين والتجديد.
يواصل الباحث ” عبد الجليل معروف ” مساره العلمي في تطوير تكوين الأساتذة في تدريس العلوم، من خلال إصدار الأجزاء الثاني والثالث والرابع، التي صدرت عن دار الثقافة، والتي تُعد امتدادًا نوعيًا لمشروعه التربوي الطموح.
الجزء الثاني : التغير المفاهيمي بين الاستمرارية والقطيعة والتعايش
يتناول هذا الجزء بالدراسة والتحليل مفهوم “التغير المفاهيمي”، من خلال استعراض دقيق لمختلف أبعاده وللآليات المعرفية والبيداغوجية التي تحكمه. ويقترح المؤلف تصورًا تربويًا متجددًا لتكوين أساتذة العلوم، يستند إلى أحدث ما توصلت إليه البحوث في ديداكتيك العلوم.
ترتكز هذه المقاربة على ضرورة جعل التغير المفاهيمي محورًا أساسًا في برامج التكوين، لما له من دور حاسم في تمكين الأساتذة من مواكبة تطور تصورات المتعلمين، ومرافقتهم في الانتقال نحو فهم علمي أعمق.
ومن خلال المزج المتوازن بين التأصيل النظري والتطبيق العملي، يقدم هذا العمل التربوي أدوات واستراتيجيات ديداكتيكية عملية تساعد المدرسين على دعم تطور الفكر العلمي لدى التلاميذ.
ويُلحّ المؤلف على أن التغير المفاهيمي ليس مجرد تصحيح للتمثلات الخاطئة، بل هو مسار معرفي معقد
لإعادة بناء المعارف، غالبًا ما يُواجَه بعوائق إبستمولوجية ومقاومات معرفية متجذّرة.
ولتجاوز هذه التحديات، يعرض المؤلف تحليلاً معمقًا لأهم الصعوبات التي تعترض هذا المسار، ويقترح آليات تربوية ملائمة لتذليلها، كما يقدّم أبرز النماذج النظرية التي تناولت مفهوم التغير المفاهيمي، مدعّمة بأمثلة تطبيقية تسهّل فهمها وتوظيفها في الممارسة التعليمية.
الجزء الثالث : أنشطة النمذجة أو كيف نعبر حدود العوالم
يركز هذا الجزء على أهمية أنشطة النمذجة في بناء التعلمات العلمية، مبرزًا كيف يُنتج التلاميذ نماذج علمية أولية، ثم يطوّرونها تدريجيًا من خلال التجربة والفهم المتنامي للظواهر الطبيعية.
يُعد هذا العمل امتدادًا تربويًا يزاوج بين النظرية والممارسة، ويقترح على الأساتذة آليات عملية لتأطير المتعلمين في بلورة نماذجهم، وتدعيم استيعابهم
للمفاهيم الأساسية في العلوم.
ومن أجل تجاوز العراقيل التي قد يواجهها التلاميذ في هذا المسار، يقدّم المؤلف تشخيصًا دقيقًا لأبرز الصعوبات المرتبطة بالنمذجة، ويقترح استراتيجيات تعليمية فعالة لتجاوزها.
كما يُثري الجزء المحتوى بعرض لمقاربات متعددة في تدريس النمذجة، مستندة إلى أمثلة واقعية من الفصول الدراسية، مما يضفي على هذا العمل بعدًا تطبيقيًا يعزز قابليته للتنفيذ.
الجزء الرابع: التدريس الصريح ونهج التقصي : مناهج متعارضة أم تكامل ممكن؟
في هذا الجزء، يعالج المؤلف إشكالية بيداغوجية محورية في تدريس العلوم، تتمثل في العلاقة بين نهج التقصي والتدريس الصريح، وهما منهجان تعليميان أثارا نقاشًا واسعًا في الأوساط التربوية خلال السنوات الأخيرة
يقوم العمل على تحليل عميق لأسس كل منهج، وللمبادئ البيداغوجية التي يرتكزان عليها، ولآثارهما على عملية التعلم، مقترحًا في الآن ذاته إطارًا تكوينيًا جديدًا يأخذ بعين الاعتبار التطورات الحديثة في ديداكتيك العلوم.
ويُبرز المؤلف أهمية دمج هذين التوجهين بشكل متكامل في الممارسة الصفية، بالنظر إلى قدرتهما على تعزيز النجاعة التعليمية، والمساهمة في ترسيخ فهم علمي متين ومستديم لدى المتعلمين.
ويختم المجلد بتحليل للعلاقات الممكنة بين المنهجين، مستعرضًا فرص التكامل والتفاعل بينهما، دون أن يغفل التوترات والصعوبات التي قد تنشأ أثناء توظيفهما المشترك، مما يجعل هذا العمل مرجعًا غنيًا للباحثين والممارسين في مجال تعليم العلوم.