banner ocp

اذالم تستح..فاصنع ماشئت.

0

  يقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا) [النساء:27].

ما أجمل أن يتحلى المجتمع بالفضيلة، ويتربى على الغيرة، ويتعود على الشهامة! يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أتعجبون من غيرة سعد؟ واللهِ! إني أَغْيَرُ منه، والله أغير مني؛ ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن” متفق عليه.

إنَّ المجتمعَ الفاضلَ لن يصيرَ فاضلاً إلا بالحشمة، ولن يعرفَ الفضيلةَ إلا بالعفَّة، ولن ينعَمَ بالسعادة والاستقرار إلا بالأخلاقِ والقيمِ، فإذا انعدمت القيم، أو قلّ الحياء؛ ظهرت الفواحش، وعمَّت الأدران، وتلاشت الأخلاق، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “الحياء خيرٌ كلُّه”، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ مما أدرك الناس من كلام النبوَّة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ماشئت”.

فما بالُ رجال منا في هذا الزمن المعاصر استهانوا بالرعاية، وضيعوا الأمانة، وأهملوا التوجيه؟! مَن المسؤول عن النساء اللاتي يجبن الأسواق ليلاً ونهاراً بألبسة تهيج الشهوات، وتلفت النظرات؟ من المسؤول عن الشباب الطائش الذي لا عمل له إلا النظر في النساء، ومغازلتهن، ومعاكستهن؟.

مَن المسؤول عن إدخال القنوات التي تهدم الأخلاق، وتبث الفساد، وتشجع السفور، وتعلم الفاحشة، وتحسِّن التبرج، وتضعف الدين والخلق؟.

مَن المسؤول عن الألبسة الرقيقة، والصبغات المخزية، والتفليج والنمص، وغيرها من الأفعال القبيحة التي امتلأت بها صالات الأفراح وقصور الاحتفالات، والتجمعات النسائية؟.

من المسؤول عن التجاوزات والانزلاقات والانحرافات التي تحدث في الشواطئ والحدائق والمنتزهات؛ بل حتى في المدارس والجامعات؟.

من المسؤول عن دفع فاتورة التفسخ الاجتماعي، والتبدد الأخلاقي الذي أدى إلى إثارة النزوات، وتعرض الفتيات للمضايقات، وانتشار الزنا واللواط؟.

مَن المسؤول عن تغير الفتيات، وتقليدهن للكافرات، وتشبههن بالغربيات، وجعل منهن مراجع ومصادر لهن في اللباس والزينة؟.

مَن المسؤول عن انتشار هذه العادات المستوردة، والظواهر الدخيلة، والسلوكيات الوضيعة التي لا تمت لأهل هذه البلاد بصلة؟.

إنَّ أعداء الإسلام من العلمانيين والمنافقين ومَن وراءهم من الغربيين يريدون من المرأة المسلمة أن تخلع حجابها؛ لأنهم يرون فيه تضييقاً عليها! ويريدون أن يُخرجوها من بيتها؛ لأنهم يرون أن بقاءها في بيتها كبت لحريتها! ويريدونها أن تعمل مع الرجال؛ لأنهم يرون أن عنايتها بزوجها وبيتها وأولادها تخلُّفٌ ورجعية!.

إنهم يريدون من المرأة أن تكون صورة كربونية للمرأة الغربية، تخادن مَن تشاء، وتذهب كيف تشاء، وتلبس ما تشاء، ولا دخل للدين في تنظيم حياتها، ولا توجيه للشريعة في تصرفاتها، فهم -في الحقيقة- يريدون أن ينزعوا حياءها لا حجابها عبر ما يسمونه بالورش النسائية، والمشاركة السياسية، وتحديد سن الزواج، ومنع ختان الإناث، وفتح المجال للنساء للانخراط في السلك العسكري، إلى غير ذلك من اللغط والخلط.

عباد الله: لقد انتشرت الجرائم الأخلاقية مثل الزنا واللواط، وانتشرت ظاهرة التبرج والألبسة المخالفة للحجاب الإسلامي، وكثر الفساد والاختلاط، وسهلت عوامل الفتنة التي تؤدي إلى ارتكاب الفاحشة، وأصبح الشباب والفتيات يتصنعون التصرفات، ويبالغون في التجمل واللباس والمظهر، فكثرت الأمراض الجنسية، وازدادت الحالات النفسية، وكثر القلق والاضطراب.

كم من آباءَ جلبوا إلى بيوتهم القنوات المشفرة التي تدعو إلى الإباحية والفاحشة ثم تركوا نساءهم وأولادهم يتعلمون منها الفحش والفجور! وكم من آباء جلبوا لأبنائهم الانترنت ثم تركوهم معه بلا رقيب ولا حسيب! وكم من آباء أعطوا لأبنائهم جوالات من آباء سمحوا لبناتهم بالخروج إلى الأماكن التي يوجد بها شباب طائشون فيذهبن إلى هناك بمفردهن، ودون العلم بهدف خروجهن، فوقع في تلك الأماكن من اللعب والمعاكسات ما الله به عليم.      ” يتبع”                                   بقلم “الحسن ولد المسكين “

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.