زيرو بطالة……زيرو كريساج
قبل البدئ في اطلاق هاشتاغات محاربة الاجرام داخل العالم الافتراضي لمحاولة الضغط على ادارة الامن يجب علينا كمواطنين تغيير الطريقة التي لن تؤتي أكلها أبدا بل ستزيد فقط من حجم الشهرة و التضخيم لدى هؤلاء الفئة من أبناء مجتمعنا,المقاربة الامنية مهما اجتهدت لن تؤدي الا الى التجابه و التصادم لصنع مجرمين حقيقيين حيث تنهار القيمة الردعية للسجن بمجرد ولوجه و معايشة مجرمين اخرين من طينات اخرى ستصقل مواهبهم و تدفعهم نحو جرائم شبه ذكية و متحايلة على المجتمع و امنه,و قتح ابواب السجون امام الشباب ليس حلا فعالا كما تؤكد ذلك الاحصائيات التي لا ترغب غير الارتفاع رغم التحديثات الردعية…
انه الفقر يا سادة,لان حتى الجهل يؤكد بانه ليس بركيزة في عالم الاجرام,حيث تجد مجرمين داخل المجتمع و مؤطرين لهذا العالم اللاامن حاصلون على ديبلومات و شواهد عليا احيانا خصوصا في جوانب النصب و الاحتيال,ومع ان للضرورة احكام ووجود هوة كبيرة و عميقة بين الذات و محيطها نؤثر سلبا على عملية التأثير و التأثر في شقه السلبي داخل المجتمع,ما على الجهات المسؤولة غير الانتباه نحو الحل الذي قد يكون جذريا لظاهرة الاجرام وغيرها من الظواهر التي تجر بالوطن نحو مؤخرة الترتيبات و التصنيفات..
جميل ان يتحد المواطنون على جل ربوع الوطن لينددوا ضد ما يهدد امننا و سلامتنا و لكن الاجمل ان نعلن التنديد ضد الاسباب و ليس النتائج,فكما هو معلوم لكل نتيجة سبب و لاقتلاع ما هو سلبي علينا باقتلاع اسبابه المؤثرة حسب الاولويات, ومن غير الصحيح ان نذهب و نطالب بتشريح جثة معينة لمعرفة اسباب وفاتها دون ان نبحث في علاقاتها المحيطة و اختزال الزمن بشكل سريع و الوقوف دون حيلولة تكرار نفس الشيء الخطأ اذ ان الهاءنا بما هو ثانوي يترك فرصا كبيرة لنماء الجريمة و اسقاطها للعديد من الضحايا..ولعل الصحيح في محاربة ظاهرة الكريساج هو توفير فرص شغل للشباب حتى لا يكون لديهم نقص في جوانبهم المادية قبل ان يطمعوا بماديات الاخر,فالتناقض الغريب هو ان يكون المجتمع هو الدافع و المحرض على الجريمة ثم في نفس الوقت هو الرادع و الكابح لها..و هذه المفارقة الغريبة كالذي يدفع بعربة في منحدر طويل نحو حافة النهاية و يحاول الامساك بها لأجل التوقف,دون البحث في حلول علمية و منطقية معقولة تجعل من العربة متوقفة ومشتغلة ليتمكن من اعادتها مارش اريار نحو الطريق الصواب..
الحل الحقيقي و المجدي و المنطقي لمحاربة زيرو كريساج هو رفع شعارات و هاشتاغات زيرو بطالة لانها الوحش الكاسر الذي يهدد بدفع الكل نحو المستنقع الموحش..اما ما دون ذلك من ترقيعات حتى و ان حكمت بالمؤبد فلن تأتي لنا الا بقوة اخرى و دوافع اخرى تعطل مكابح العربة.. ولعل واقع السجون المغربية خير مؤشر على ذلك و المتمثل في الجريمة ومعدلها داخل السجون و كذا مبين من خلال مؤشرات عدم انجاع عمليات ادماج السجناء داخل المجتمع ما دام في الاصل عاجز حتى عن ادماج اصحاب الشواهد و الديبلومات”السجناء مع وقف التنفيذ” المعطلين داخل سوق الشغل…
العتوبي عبدالاله