المشكل ليس في المترشح الراشي؛ بل الناخب المرتشي…
إننا غالبا ما نتوجه بلومنا إلى المترشح الذي يشتري ضمائر الناخبين، مع أن الأمر يفرض تفهما آخر، يقتضي منا أن لا نتوجه باللوم إلى الراشي الذي يقتني برشوته ضمائر الناخبين، الذين يصيرون، بعدما أخذوا الرشوة، بلا ضمائر. ومن لا ضمير له، لا يمكن اعتباره إنسانا، بأي حال من الأحوال، خاصة وأن فقدان الضمير، لا يعني إلا فقدان صفة الإنسانية، ليتحول الناخبون إلى مجرد مجموعة من الحيوانات، تباع، وتشترى، كما تباع، وتشترى الحيوانات الأليفة، في مختلف الأسواق، وخاصة إذا كان المجتمع البشري، مجتمعا (إنسانيا) ،كما يحلو لجميع أفراد المجتمع وصفه؛ خاصة، وأن الإنسانية، تقتضي حفظ كرامة الناس جميعا، الذين ينتمون إلى المجتمع الموصوف بالمجتمع الإنساني؛ ولكن عندما يتعلق الأمر بالمجتمع البشري، الذي يشبه مجتمع الحمير، فإنه لا عيب عندهم أن يعرضوا في أسواق النخاسة، من أجل بيع أعز ما عندهم، ومصدر كرامتهم، الذي لا يمكن أن يكون إلا ضمائرهم.